كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


سطر‏:‏ السَّطْرُ والسَّطَرُ‏:‏ الصَّفُّ من الكتاب والشجر والنخل ونحوها؛ قال جرير‏:‏

مَنْ شاءَ بايَعْتُه مالي وخُلْعَتَه *** ما يَكْمُلُ التِّيمُ في ديوانِهمْ سَطَرا

والجمعُ من كل ذلك أَسْطُرٌ وأَسْطارٌ وأَساطِيرُ؛ عن اللحياني، وسُطورٌ‏.‏ ويقال‏:‏ بَنى سَطْراً وغَرَسَ سَطْراً‏.‏ والسَّطْرُ‏:‏ الخَطُّ والكتابة، وهو في الأَصل مصدر‏.‏ الليث‏:‏ يقال سَطْرٌ من كُتُبٍ وسَطْرٌ من شجر معزولين ونحو ذلك؛ وأَنشد‏:‏

إِني وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرا *** لقائلٌ‏:‏ يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا

وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ وقالوا أَساطير الأَوّلين؛ خَبَرٌ لابتداء

محذوف، المعنى وقالوا الذي جاء به أَساطير الأَولين، معناه سَطَّرَهُ

الأَوَّلون، وواحدُ الأَساطير أُسْطُورَةٌ، كما قالوا أُحْدُوثَةٌ وأَحاديث‏.‏

وسَطَرَ بَسْطُرُ إِذا كتب؛ قال الله تعالى‏:‏ ن والقلم وما يَسْطُرُونَ؛ أَي وما تكتب الملائكة؛ وقد سَطَرَ الكتابَ يَسْطُرُه سَطْراً وسَطَّرَه

واسْتَطَرَه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وكل صغير وكبير مُسْتَطَرٌ‏.‏ وسَطَرَ يَسْطُرُ

سَطْراً‏:‏ كتب، واسْتَطَرَ مِثْلُهُ‏.‏ قال أَبو سعيد الضرير‏:‏ سمعت

أَعرابيّاً فصيحاً يقول‏:‏ أَسْطَرَ فلانٌ اسمي أَي تجاوز السَّطْرَ الذي فيه اسمي، فإِذا كتبه قيل‏:‏ سَطَرَهُ‏.‏ ويقال‏:‏ سَطَرَ فلانٌ فلاناً بالسيف سَطْراً

إِذا قطعه به كَأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ؛ ومنه قيل لسيف القَصَّابِ‏:‏

ساطُورٌ‏.‏

الفراء‏:‏ يقال للقصاب ساطِرٌ وسَطَّارٌ وشَطَّابٌ ومُشَقِّصٌ ولَحَّامٌ

وقُدَارٌ وجَزَّارٌ‏.‏

وقال ابن بُزُرج‏:‏ يقولون للرجل إِذا أَخطأَ فَكَنَوْا عن خَطَئِهِ‏:‏

أَسْطَرَ فلانٌ اليومَ، وهو الإِسْطارُ بمعنى الإِخْطاءِ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ هو ما حكاه الضرير عن الأَعرابي أَسْطَرَ اسمي أَي جاوز السَّطْرَ الذي هو فيه‏.‏

والأَساطِيرُ‏:‏ الأَباطِيلُ‏.‏ والأَساطِيرُ‏:‏ أَحاديثُ لا نظام لها، واحدتها إِسْطارٌ وإِسْطارَةٌ، بالكسر، وأُسْطِيرٌ وأُسْطِيرَةٌ وأُسْطُورٌ

وأُسْطُورَةٌ، بالضم‏.‏ وقال قوم‏:‏ أَساطِيرُ جمعُ أَسْطارٍ وأَسْطارٌ جمعُ

سَطْرٍ‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ جُمِعَ سَطْرٌ على أَسْطُرٍ ثم جُمِعَ أَسْطُرٌ

على أَساطير، وقال أَبو أُسطورة وأُسطير وأُسطيرة إِلى العشرة‏.‏ قال‏:‏ ويقال

سَطْرٌ ويجمع إِلى العشرة أَسْطاراً، ثم أَساطيرُ جمعُ الجمعِ‏.‏

وسَطَّرَها‏:‏ أَلَّفَها‏.‏ وسَطَّرَ علينا‏:‏ أََتانا بالأَساطِيرِ‏.‏ الليث‏:‏

يقال سَطَّرَ فلانٌ علينا يُسَطْرُ إِذا جاء بأَحاديث تشبه الباطل‏.‏ يقال‏:‏

هو يُسَطِّرُ ما لا أَصل له أَي يؤلف‏.‏ وفي حديث الحسن‏:‏ سأَله الأَشعث عن

شيء من القرآن فقال له‏:‏ والله إِنك ما تُسَيْطِرُ عَلَيَّ بشيء أَي ما

تُرَوِّجُ‏.‏ يقال‏:‏ سَطَّرَ فلانٌ على فلان إِذا زخرف له الأَقاويلَ

ونَمَِّّْقَها، وتلك الأَقاويلُ الأَساطِيرُ والسُّطُرُ‏.‏

والمُسَيْطِرُ والمُصَيْطِرُ‏:‏ المُسَلَّطُ على الشيء لِيُشْرِف عليه

ويَتَعَهَّدَ أَحوالَه ويكتبَ عَمَلَهُ، وأَصله من السَّطْر لأَن الكتاب

مُسَطَّرٌ، والذي يفعله مُسَطِّرٌ ومُسَيْطِرٌ‏.‏ يقال‏:‏ سَيْطَرْتَ علينا‏.‏ وفي القرآن‏:‏ لست عليهم بِمُسْيِطرٍ؛ أَي مُسَلَّطٍ‏.‏ يقال‏:‏ سَيْطَرَِ

يُسَيِطِرُ وتَسَيطَرَ يتَسَيْطَرُ، فهو مُسَيْطِرٌ ومَتَسَيْطِرٌ، وقد تقلب

السين صاداً لأَجل الطاء، وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ أَم عندهم خزائن ربك

أَم هم المُسَيْطِرُونَ؛ قال‏:‏ المصيطرون كتابتها بالصاد وقراءتها بالسين، وقال الزجاج‏:‏ المسيطرون الأَرباب المسلطون‏.‏ يقال‏:‏ قد تسيطر علينا وتصيطر، بالسين والصاد، والأَصل السين، وكل سين بعدها طاء يجوز أَن تقلب صاداً‏.‏

يقال‏:‏ سطر وصطر وسطا عليه وصطا‏.‏ وسَطَرَه أَي صرعه‏.‏

والسَّطْرُ‏:‏ السِّكَّةُ من النخل‏.‏ والسَّطْرُ‏:‏ العَتُودُ من المَعَزِ، وفي التهذيب‏:‏ من الغنم، والصاد لغة‏.‏ والمُسَيْطِرُ‏:‏ الرقيب الحفيظ، وقيل‏:‏

المتسلط، وبه فسر قوله عز وجل‏:‏ لستَ عليهم بمسيطر، وقد سَيْطْرَ علينا

وسَوْطَرَ‏.‏ الليث‏:‏ السَّيْطَرَةُ مصدر المسيطر، وهو الرقيب الحافظ المتعهد

للشيء‏.‏ يقال‏:‏ قد سَيْطَرَ يُسَيْطِرُ، وفي مجهول فعله إِنما صار سُوطِر، ولم يقل سُيْطِرَ لأَن الياء ساكنة لا تثبت بعد ضمة، كما أَنك تقول من آيَسْتُ أُويِسَ يوأَسُ ومن اليقين أُوقِنَ يُوقَنُ، فإِذا جاءت ياء ساكنة

بعد ضمة لم تثبت، ولكنها يجترها ما قبلها فيصيرها واواً في حال‏.‏ مثل قولك أَعْيَسُ بَيِّنُ العِيسةِ وأَبيض وجمعه

بِيضٌ، وهو فُعْلَةٌ وفُعْلٌ، فاجترت الياء ما قبلها فكسرته، وقالوا أَكْيَسُ

كُوسَى وأَطْيَبُ طُوبَى، وإِنما تَوَخَّوْا في ذلك أَوضحه وأَحسنه، وأَيما فعلوا فهو القياس؛ وكذلك يقول بعضهم في قسمة ضِيزَى إِنما هو فُعْلَى، ولو قيل بنيت على فِعْلَى لم يكن خطأ، أَلا ترى أَن بعضهم يهمزها على

كسرتها، فاستقبحوا أَن يقولوا سِيطِرَ لكثرة الكسرات، فلما تراوحت الضمة

والكسرة كان الواو أَحسن، وأَما يُسَيْطَرُ فلما ذهبت منه مَدة السين رجعت

الياء‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ سَيْطَرَ جاء على فَيْعَلَ، فهو مُسَيْطِرٌ، ولم يستعمل مجهول فعله، وينتهي في كلام العرب إِلى ما انتهوا إِليه‏.‏ قال‏:‏

وقول الليث لو قيل بنيتْ ضِيزَى على فِعْلَى لم يكن خطأَ، هذا عند النحويين

خطأَ لأَن فِعْلَى جاءت اسماً ولم تجئ صفة، وضِيزَى عندهم فُعْلَى وكسرت

الضاد من أَجل الياء الساكنة، وهي من ضِزْتُه حَقَّهُ أَضُيزُهُ إِذا

نقصته، وهو مذكور في موضعه؛ وأَما قول أَبي دواد الإِيادي‏:‏

وأَرى الموتَ قد تَدَلَّى، مِنَ الحَضْـ *** ـرِ، عَلَى رَبِّ أَهلِهِ السَّاطِرونِ

فإِن الساطرون اسم ملك من العجم كان يسكن الحضر، وهو مدينة بين دِجْلَةَ

والفرات، غزاه سابور ذو الأَكتاف فأَخذه وقتله‏.‏

التهذيب‏:‏ المُسْطَارُ الخمر الحامض، بتخفيف الراء، لغة رومية، وقيل‏:‏ هي

الحديثة المتغيرة الطعم والريح، وقال‏:‏ المُسْطَارُ من أَسماء الخمر التي

اعتصرت من أَبكار العنب حديثاً بلغة أَهل الشام، قال‏:‏ وأُراه روميّاً

لأَنه لا يشبه أَبنية كلام العرب؛ قال‏:‏ ويقال المُسْطار بالسين، قال‏:‏ وهكذا

رواه أَبو عبيد في باب الخمر وقال‏:‏ هو الحامض منه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ المسطار

أَظنه مفتعلاً من صار قلبت التاء طاء‏.‏ الجوهري‏:‏ المسطار، بكسر الميم، ضرب من الشراب فيه

حموضة‏.‏

سعر‏:‏ السِّعْرُ‏:‏ الذي يَقُومُ عليه الثَّمَنُ، وجمعه أَسْعَارٌ وقد

أَسْعَرُوا وسَعَّرُوا بمعنى واحد‏:‏ اتفقوا على سِعْرٍ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قيل

للنبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ سَعِّرْ لنا، فقال‏:‏ إِن الله هو المُسَعِّرُ؛ أَي أَنه هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراض لأَحد عليه، ولذلك لا يجوز التسعير‏.‏ والتَّسْعِيرُ‏:‏ تقدير السِّعْرِ‏.‏

وسَعَرَ النار والحرب يَسْعَرُهما سَعْراً وأَسْعَرَهُما وسَعَّرَهُما‏:‏

أَوقدهما وهَيَّجَهُما‏.‏ واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ‏:‏ استوقدت‏.‏ ونار

سَعِيرٌ‏:‏ مَسْعُورَةٌ، بغير هاء؛ عن اللحياني‏.‏ وقرئ‏:‏ وإِذا الجحيم سُعِّرَتْ، وسُعِرَتْ أَيضاً، والتشديد للمبالغة‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وكفى بجهنم سعيراً؛ قال الأَخفش‏:‏ هو مثل دَهِينٍ وصَريعٍ لأَنك تقول سُعِرَتْ فهي

مَسْعُورَةٌ؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ فسُحْقاً لأَصحاب السعير؛ أَي بُعْداً لأَصحاب

النار‏.‏ يقال للرجل إِذا ضربته السَّمُوم فاسْتَعَرَ جَوْفُه‏:‏ به سُعارٌ‏.‏

وسُعارُ العَطَشِ‏:‏ التهابُه‏.‏ والسَّعِيرُ والسَّاعُورَةُ‏:‏ النار، وقيل‏:‏ لهبها‏.‏

والسُّعارُ والسُّعْرُ‏:‏ حرها‏.‏ والمِسْشَرُ والمِسْعارُ‏:‏ ما سُعِرَتْ به‏.‏

ويقال لما تحرك به النار من حديد أَو خشب‏:‏ مِسْعَرٌ ومِسْعَارٌ، ويجمعان

على مَسَاعِيرَ ومساعر‏.‏ ومِسْعَرُ الحرب‏:‏ مُوقِدُها‏.‏ يقال‏:‏ رجل مِسْعَرُ

حَرْبٍ إِذا كان يُؤَرِّثُها أَي تحمى به الحرب‏.‏ وفي حديث أَبي بَصِير‏:‏

وَيْلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ لو كان له أَصحاب؛ يصفه بالمبالغة في الحرب

والنَّجْدَةِ‏.‏ ومنه حديث خَيْفان‏:‏ وأَما هذا الحَيُّ مِن هَمْدَانَ

فَأَنْجَادٌ بُسْلٌ مَسَاعِيرُ غَيْرُ عُزْلٍ‏.‏

والسَّاعُور‏:‏ كهيئة التَّنُّور يحفر في الأَرض ويختبز فيه‏.‏ ورَمْيٌ

سَعْرٌ‏:‏ يُلْهِبُ المَوْتَ، وقيل‏:‏ يُلْقِي قطعة من اللحم إِذا ضربه‏.‏

وسَعَرْناهُمْ بالنَّبْلِ‏:‏ أَحرقناهم وأَمضضناهم‏.‏ ويقال‏:‏ ضَرْبٌ هَبْرٌ

وطَعْنٌ نَثْرٌ ورَمْيٌ سَعْرٌ مأْخوذ من سَعَرْتُ النارَ والحربَ إِذا

هَيَّجْتَهُما‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه، يحث أَصحابه‏:‏ اضْرِبُوا

هَبْراً وارْموا سَعْراً أَي رَمْياً سريعاً، شبهه باستعار النار‏.‏ وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها‏:‏ كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وَحْشٌ فإِذا

خرج من البيت أَسْعَرَنا قَفْزاً أَي أَلْهَبَنَا وآذانا‏.‏ والسُّعارُ‏:‏ حر

النار‏.‏ وسَعَرَ اللَّيْلَ بالمَطِيِّ سَعْراً‏:‏ قطعه‏.‏ وسَعَرْتُ اليومَ في حاجتي سَعْرَةً أَي طُفْتُ‏.‏ ابن السكيت‏:‏ وسَعَرَتِ الناقةُ إِذا أَسرعت

في سيرها، فهي سَعُورٌ‏.‏

وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل‏:‏ فرس مِسْعَرٌ ومُساعِرٌ، وهو الذي يُطيح

قوائمه متفرقةً ولا صَبْرَ لَهُ، وقيل‏:‏ وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم‏.‏

والسَّعَرَانُ‏:‏ شدة العَدْو، والجَمَزَانُ‏:‏ من الجَمْزِ، والفَلَتانُ‏:‏

النَّشِيطُ‏.‏ وسَعَرَ القوم شَرّاً وأَسْعَرَهم وسَعَّرَهم‏:‏ عَمَّهُمْ به، على

المثل، وقال الجوهري‏:‏ لا يقال أَسعرهم‏.‏ وفي حديث السقيفة‏:‏ ولا ينام الناسُ

من سُعَارِه أَي من شره‏.‏

وفي حديث عمر‏:‏ أَنه أَراد أَن يدخل الشام وهو يَسْتَعِرُ طاعوناً؛ اسْتَعارَ اسْتِعارَ النار لشدة الطاعون يريد كثرته وشدَّة تأْثيره، وكذلك

يقال في كل أَمر شديد، وطاعوناً منصوب على التمييز، كقوله تعالى‏:‏ واشتعل

الرأْس شيباً‏.‏ واسْتَعَرَ اللصوصُ‏:‏ اشْتَعَلُوا‏.‏

والسُّعْرَةُ والسَّعَرُ‏:‏ لون يضرب إِلى السواد فُوَيْقَ الأُدْمَةِ؛ ورجل أَسْعَرُ وامرأَة سَعْرَاءُ؛ قال العجاج‏:‏

أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعا

يقال‏:‏ سَعِرَ فلانٌ يَسْعَرُ سَعَراً، فهو أَسْعَرُ، وسُعِرَ الرجلُ

سُعَاراً، فهو مَسْعُورٌ‏:‏ ضربته السَّمُوم‏.‏ والسُّعَارُ‏:‏ شدّة الجوع‏.‏ وسُعار

الجوع‏:‏ لهيبه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لشاعر يهجو رجلاً‏:‏

تُسَمِّنُها بِأَخْثَرِ حَلْبَتَيْها، وَمَوْلاكَ الأَحَمُّ لَهُ سُعَارُ

وصفه بتغزير حلائبه وكَسْعِهِ ضُرُوعَها بالماء البارد ليرتدّ لبنها

ليبقى لها طِرْقُها في حال جوع ابن عمه الأَقرب منه؛ والأَحم‏:‏ الأَدنى

الأَقرب، والحميم‏:‏ القريب القرابة‏.‏

ويقال‏:‏ سُعِرَ الرجلُ، فهو مسعور إِذا اشْتَدَّ جوعه وعطشه‏.‏ والسعْرُ‏:‏

شهوة مع جوع‏.‏ والسُّعْرُ والسُّعُرُ‏:‏ الجنون، وبه فسر الفارسي قوله تعالى‏:‏

إِن المجرمين في ضلال وسُعُرٍ، قال‏:‏ لأَنهم إِذا كانوا في النار لم يكونوا في ضلال لأَنه قد كشف لهم، وإِنما وصف حالهم في الدنيا؛ يذهب إِلى أن السُّعُرَ هنا ليس جمع سعير الذي هو النار‏.‏ وناقة مسعورة‏:‏ كأَن بها

جنوناً من سرعتها، كما قيل لها هَوْجَاءُ‏.‏ وفي التنزيل حكايةً عن قوم صالح‏:‏

أَبَشَراً منَّا واحداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لفي ضلال وسُعُرٍ؛ معناه

إِنا إِذاً لفي ضلال وجنون، وقال الفراء‏:‏ هو العَنَاءُ والعذاب، وقال

ابن عرفة‏:‏ أَي في أَمر يُسْعِرُنا أَي يُلْهِبُنَا؛ قال الأَزهري‏:‏ ويجوز

أَن يكون معناه إِنا إِن اتبعناه وأَطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما

يلزمنا؛ قال‏:‏ وإِلى هذا مال الفراء؛ وقول الشاعر‏:‏

وسَامَى بها عُنُقٌ مِسْعَرُ

قال الأَصمعي‏:‏ المِسْعَرُ الشديد‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ المِسْعَرُ الطويل‏.‏

ومَسَاعِرُ البعير‏:‏ آباطله وأَرفاغه حيث يَسْتَعِرُ فيه الجَرَبُ؛ ومنه قول ذي

الرمة‏:‏

قَرِيعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَساعِرُ

والواحدُ مَسْعَرٌ‏.‏ واسْتَعَرَ فيه الجَرَبُ‏:‏ ظهر منه بمساعره‏.‏

ومَسْعَرُ البعير‏:‏ مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه‏.‏

والسِّعْرَارَةُ والسّعْرُورَةُ‏:‏ شعاع الشمس الداخلُ من كَوَّةِ البيت، وهو أَيضاً الصُّبْحُ، قال الأَزهري‏:‏ هو ما تردّد في الضوء الساقط في البيت من الشمس، وهو الهباء المنبث‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السُّعَيْرَةُ تصغير

السِّعْرَةِ، وهي السعالُ الحادُّ‏.‏ ويقال هذا سَعْرَةُ الأَمر وسَرْحَتُه

وفَوْعَتُه‏:‏ لأَوَّلِهِ وحِدَّتِهِ‏.‏ أَبو يوسف‏:‏ اسْتَعَرَ الناسُ في كل وجه

واسْتَنْجَوا إِذا أَكلوا الرُّطب وأَصابوه؛ والسَّعِيرُ في قول

رُشَيْدِ ابن رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ‏:‏

حلفتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ، وأَنصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ

قال ابن الكلبي‏:‏ هو اسم صنم كان لعنزة خاصة، وقيل‏:‏ عَوض صنم لبكر بن وائل والمائرات‏:‏ هي دماء الذبائح حول الأَصنام‏.‏

وسِعْرٌ وسُعَيْرٌ ومِسْعَرٌ وسَعْرَانُ‏:‏ أَسماء، ومِسْعَرُ بن كِدَامٍ

المحدّث‏:‏ جعله أَصحاب الحديث مَسعر، بالفتح، للتفاؤل؛ والأَسْعَرُ

الجُعْفِيُّ‏:‏ سمي بذلك لقوله‏:‏

فلا تَدْعُني الأَقْوَامُ من آلِ مالِكٍ، إِذا أَنا أَسْعَرْ عليهم وأُثْقِب

واليَسْتَعُورُ الذي في شِعْرِ عُرْوَةَ‏:‏ موضع، ويقال شَجَرٌ‏.‏

سعبر‏:‏ السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ‏:‏ البئر الكثيرة الماء؛ قال‏:‏

أَعْدَدْتُ لِلْوِرْدِ، إِذا ما هَجَّرا، غَرْباً ثَجُوجاً، وقَلِيباً سَعْبَرَا

وبئر سَعْبَرٌ وماء سَعْبَرٌ‏:‏ كثير‏.‏ وسِعْرٌ سَعْبَرٌ‏:‏ رخِيصٌ‏.‏ وخرج

العجاج يريد اليمامة فاستقبله جرير ابن الخَطَفَى فقال له‏:‏ أَين تريد‏؟‏ قال‏:‏

أُريد اليمامة، قال‏:‏ تجد بها نبيذاً خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً‏.‏

وأَخرج من الطعام سَعَابِرَهُ وكَعَابِرَهُ، وهو كل ما يخرج منه من زُوَان

ونحوه فَيُرمى به‏.‏ ومر الفرزدق بصديق له فقال‏:‏ ما تشتهي يا أَبا فِرَاس‏؟‏

قال‏:‏ شِوَاءً رَشْرَاشاً ونبيذاً سَعْبَراً وغِناءً يَفْتِقُ السَّمْعَ؛ الرشراش‏:‏ الذي يَقْطُرُ‏.‏ والسَّعْبَرُ‏:‏ الكثير

سعتر‏:‏ الجوهري‏:‏ السَّعْتَرُ نبت، وبعضهم يكتبه بالصاد وفي كتب الطب لئلا

يلتبس بالشعير، والله تعالى أَعلم‏.‏

سغر‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّغْرُ النَّفْيُ، وقد سَغَرَهُ‏.‏ إِذا نفاه‏.‏

سفر‏:‏ سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً‏:‏ كنسه‏.‏ والمِسْفَرَةُ‏:‏

المِكْنَسَةُ، وأَصله الكشف‏.‏ والسُّفَارَةُ، بالضم‏:‏ الكُنَاسَةُ‏.‏ وقد

سَفَرَه‏:‏ كَشَطَه‏.‏

وسَفَرَت الريحُ الغَيْمَ عن وجه السماء سَفراً فانْسَفَرَ‏:‏ فَرَّقَتْه

فتفرق وكشطته عن وجه السماء؛ وأَنشد‏:‏

سَفَرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجا

الجوهري‏:‏ والرياح يُسافِرُ بعضها بعضاً لأَن الصَّبَا تَسْفِرُ ما

أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ والجَنُوبُ تُلْحِمُه‏.‏ والسَّفير‏:‏ ما سقط من ورق الشجر

وتَحَاتَّ‏.‏ وسَفَرَتِ الريحُ الترابَ والوَرَقَ تَسْفِرُه سَفْراً‏:‏

كنسته، وقيل‏:‏ ذهبت به كُلَّ مَذْهَبٍ‏.‏ والسَّفِيرُ‏:‏ ما تَسْفِرُه الريح من الورق، ويقال لما سقط من ورق العُشْبِ‏:‏ سَفِيرٌ، لأَن الريح تَسْفِرُه أَي

تكنُسه؛ قال ذو الرمة‏:‏

وحائل من سَفِيرِ الحَوْلِ جائله، حَوْلَ الجَرَائم، في أَلْوَانِه شُهَبُ

يعني الورق تغير لونه فحال وابيض بعدما كان أَخضر، ويقال‏:‏ انْسَفَرَ

مُقَدَّمُ رأْسه من الشعر إِذا صار أَجْلَحَ‏.‏ والانْسِفارُ‏:‏ الانْحسارُ‏.‏

يقال‏:‏ انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رأْسه من الشعَر‏.‏ وفي حديث النخعي‏:‏ أَنه سَفَرَ

شعره أَي استأْصله وكشفه عن رأْسه‏.‏ وانْسَفَرَت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض‏.‏ والسَّفَرُ‏:‏ خلاف الحَضَرِ، وهو مشتق من ذلك لما فيه من الذهاب

والمجيء كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء، والجمع أَسفار‏.‏ ورجل سافرٌ‏:‏ ذو

سَفَرٍ، وليس على الفِعْل لأَنه لم يُرَ له فِعْلٌ؛ وقومٌ سافِرَةٌ

وسَفْرٌ وأَسْفَارٌ وسُفَّارٌ، وقد يكون السَّفْرُ للواحد؛ قال‏:‏

عُوجي عَلَيَّ فإِنَّني سَفْرُ

والمُسافِرُ‏:‏ كالسَّافِر‏.‏ وفي حديث حذيفة وذكر قوم لوط فقال‏:‏

وتُتُبّعَتْ أَسْفَارُهم بالحجارة؛ يعني المُسافِرَ منهم، يقول‏:‏ رُمُوا بالحجارة

حيث كانوا فَأُلْحِقُوا بأَهل المدينة‏.‏ يقال‏:‏ رجل سَفْرٌ وقوم سَفْرٌ، ثم أَسافر جمع الجمع‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ كثرت السَّافِرَةُ بموضع كذا أَي

المسافرون قال‏:‏ والسَّفْر جمع سافر، كما يقال‏:‏ شارب وشَرْبٌ، ويقال‏:‏ رجل سافِرٌ

وسَفْرٌ أَيضاً‏.‏ الجوهري‏:‏ السَّفَرُ قطع المسافة، والجمع الأَسفار‏.‏

والمِسْفَرُ‏:‏ الكثير الأَسفار القويُّ عليها؛ قال‏:‏

لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرا، شَيْخاً بَجَالاً، وغلاماً حَزْوَرا

والأُنثى مِسْفَرَةٌ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وسمي المُسافر مُسافراً لكشفه قِناع

الكِنِّ عن وجهه، ومنازلَ الحَضَر عن مكانه، ومنزلَ الخَفْضِ عن نفسه، وبُرُوزِهِ إِلى الأَرض الفَضاء، وسمي السَّفَرُ سَفَراً لأَنه يُسْفِرُ

عن وجوه المسافرين وأَخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها‏.‏ ويقال‏:‏ سَفَرْتُ

أَسْفُرُ‏.‏ سُفُوراً خرجت إِلى السَّفَر فأَنا سافر وقوم

سَفْرٌ، مثل صاحب وصحب، وسُفَّار مثل راكب وركَّاب، وسافرت إِلى بلد كذا

مُسافَرَة وسِفاراً؛ قال حسان‏:‏

لَوْلا السِّفارُ وبُعْدُ خَرْقٍ مَهْمَةً، لَتَرَكْتُها تَحْبُو على العُرْقُوبِ

وفي حديث المسح على الخفين‏:‏ أَمرنا إِذا كنا سَفْراً أو مسافرين؛ الشك

من الراوي في السَّفْر والمسافرين‏.‏ والسَّفْر‏:‏ جمع سافر، والمسافرون‏:‏ جمع

مسافر، والسَّفْر والمسافرون بمعنى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قال لأَهل مكة عام

الفتح‏:‏ يا أَهل البلد صلوا أَربعاً فأَنا سَفْرٌ؛ ويجمع السَّفْر على

أَسْفارٍ‏.‏ وبعير مِسْفَرٌ‏:‏ قويّ على السفَر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر بن تولب‏:‏

أَجَزْتُ إِلَيْكَ سُهُوبَ الفلاةِ، وَرَحْلي على جَمَلٍ مِسْفَرِ

وناقةٌ مِسْفَرة ومِسْفار كذلك؛ قال الأَخطل‏:‏

ومَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَى غَوائلُه، قَطَعْتُه بِكَلُوءِ العَيْنِ مِسْفارِ

وسمى زهير البقرةَ مُسافِرةً فقال‏:‏

كَخَنْسَاءُ سَفْعاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ، مُسافِرَةٍ مَزْؤُودَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ

ويقال للثور الوحشي‏:‏ مسافر وأَماني وناشط؛ وقال‏:‏

كأَنها، بَعْدَما خَفَّتْ ثَمِيلَتُها، مُسافِرٌ أَشْعَثُ الرَّوْقَيْنِ مَكْحُولُ

والسَّفْرُ‏:‏ الأَثر يبقى على جلد الإِنسان وغيره، وجمعه سُفُورٌ؛ وقال

أَبو وَجْزَة‏:‏

لقد ماحتْ عليكَ مُؤَبَّدَاتٌ، يَلُوح لهنَّ أَنْدَابٌ سُفُورُ

وفرس سافِرُ اللحم أَي قليله؛ قال ابن مقبل‏:‏

لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ، ولا هَبِجٌ

كَاسِي العظامِ، لطيفُ الكَشْحِ مَهْضُومُ

التهذيب‏:‏ ويقال سافرَ الرجلُ إِذا مات؛ وأَنشد‏:‏

زعمَ ابنُ جدعانَ بنِ عَمْـ *** ـرٍو أَنَّه يوماً مُسافِرْ

والمُسَفَّرَة‏:‏ كُبَّةُ الغَزْلِ‏.‏ والسُّفرة، بالضم‏:‏ طعام يتخذ للمسافر، وبه سميت سُفرة الجلد‏.‏ وفي حديث زيد بن حارثة قال‏:‏ ذبحنا شاة فجعلناها

سُفْرَتَنا أَو في سُفْرتنا؛ السُّفْرَة‏:‏ طعام يتخذه المسافر وأَكثر ما

يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إِليه، وسمي به كما سميت المزادة راوية

وغير ذلك من الأَسماء المنقولة، فالسُّفْرَة في طعام السَّفَر

كاللُّهْنَةِ للطعام الذي يؤكل بُكرة‏.‏ وفي حديث عائشة‏:‏ صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأَبي بكر سُفْرَةً في جراب أَي طعاماً لما هاجر هو وأَبو

بكر، رضي الله عنه‏.‏ غيره‏:‏ السُّفرة التي يؤكل عليها سُميت سُفْرَةً لأَنها

تنبسط إِذا أَكل عليها‏.‏

والسَّفَار‏:‏ سفار البعير، وهي حديدة توضع على أَنف البعير فيخطم بها

مكانَ الحَكَمَة من أَنف الفرس‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ السِّفار والسِّفارة التي

تكون على أَنف البعير بمنزلة الحَكَمَة، والجمع أَسْفِرَة وسُفْرٌ وسَفائر؛ وقد سَفَرَه، بغير أَلفٍ، يَسْفِره سَفْراً وأَسْفَره عنه إِسْفَاراً

وسَفَّره؛ التشديد عن كراع، الليث‏:‏ السِّفار حبل يشد طرفه على خِطام البعير

فَيُدَارُ عليه ويجعل بقيته زِماماً، قال‏:‏ وربما كان السِّفار من حديد؛ قال الأَخطل‏:‏

ومُوَقَّع، أَثَرُ السِّفار بِخَطْمِهِ، منْ سُودِ عَقَّةَ أَوْ بَنِي الجَوَّالِ

قال ابن بري‏:‏ صوابه وموقعٍ مخفوض على إِضمار رب؛ وبعده‏:‏

بَكَرَتْ عَليَّ به التِّجَارُ، وفَوْقَه

أَحْمَالُ طَيِّبَة الرِّياح حَلالُ

أَي رب جمل موقع أَي بظهره الدبَرُ‏.‏ والدَّبَرُ‏:‏ من طول ملازمة القنَب

ظهرَه أُسْنِيَ عليه أَحمال الطيب وغيرها‏.‏ وبنو عقة‏:‏ من النمر بن قاسط‏.‏

وبنو الجوَّال‏:‏ من بني تغلب‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فوضع يده على رأْس البعير ثم قال‏:‏

هاتِ السِّفارَ فأَخذه فوضعه في رأْسه؛ قال‏:‏ السِّفار الزمام والحديدة

التي يخطم بها البعير ليذل وينقاد؛ ومنه الحديث‏:‏ ابْغِني ثلاث رواحل

مُسْفَرَات أَي عليهن السِّفار، وإِن روي بكسر الفاء فمعناه القوية على

السَّفر‏.‏ يقال منه‏:‏ أَسْفَر البعيرُ واسْتَسْفَرَ‏.‏ ومنه حديث الباقر‏:‏

تَصَدَّقْ بِحَلال يدك وسَفْرِها؛ هو جمع السِّفار‏.‏ وحديث ابن مسعود‏:‏ قال له ابن السَّعْدِيِّ‏:‏ خرجتُ في السحر أَسْفِرُ فرساً لي فمررت بمسجد بني حنيفة؛ أَراد أَنه خرج يُدَمِّنُه على السَّيْرِ ويروضه ليقوى على السَّفَر، وقيل‏:‏ هو من سفرت البعير إِذا رعيته السَّفِيرَ، وهو أَسافل الزرع، ويروى

بالقاف والدال‏.‏ وأَسْفَرَتِ الإِبلُ في الأَرض‏:‏ ذهبت‏.‏ وفي حديث معاذ‏:‏ قال

قرأْت على النبي صلى الله عليه وسلم سَفْراً سَفْراً، فقال‏:‏ هكذا

فَاقْرَأْ‏.‏ جاء في الحديث‏:‏ تفسيره هَذّاً هَذّاً‏.‏ قال الحربي‏:‏ إِن صح فهو من السُّرعة والذهاب من أَسفرت الإِبل إِذا ذهبت في الأَرض، قال‏:‏ وإِلاَّ فلا

أَعلم وجهه‏.‏

والسَّفَرُ‏:‏ بياض النهار؛ قال ذو الرمة‏:‏

ومَرْبُوعَةٍ رِبْعِيَّةٍ قد لَبَأْتُها، بِكَفَّيِّ مِنْ دَوِّيَّةٍ، سَفَراً سَفْرا

يصف كَمْأَةً مَرْبُوعَةً أَصابها الربيع‏.‏ ربعية‏:‏ منسوبة إِلى الربيع‏.‏

لبأْتها‏:‏ أَطعمتهم إِياها طرية الاجتناء كاللِّبَا من اللبن، وهو أَبكره

وأَوّله‏.‏ وسَفَراً‏:‏ صباحاً‏.‏ وسَفْراً‏:‏ يعني مسافرين‏.‏

وسَفَرَِ الصبحُ وأَسْفَرَ‏:‏ أَضاء‏.‏ وأَسْفَرَ القومُ أَصبحوا‏.‏ وأَسفر‏.‏

أَضاء قبل الطلوع‏.‏ وسَفَرَ وجهُه حُسْناً وأَسْفَرَ‏:‏ أَشْرَقَ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ وُجُوهٌ يومئذ مُسْفِرَةٌ؛ قال الفراء‏:‏ أَي مشرقة مضيئة‏.‏ وقد

أَسْفَرَ الوَجْهُ وأَسْفَرَ الصبح‏.‏ قال‏:‏ وإِذا أَلقت المرأَةُ نِقَابها

قيل‏:‏ سَفَرَتْ فهي سافِرٌ، بغير هاء‏.‏

ومَسَافِرُ الوجه‏:‏ ما يظهر منه؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وأَوْجُهُهُمْ بِيضُ المَسَافِرِ غُرَّانُ

ولقيته سَفَراً وفي سَفَرٍ أَي عند اسفرار الشمس للغروب؛ قال ابن سيده‏:‏

كذلك حكي بالسين‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّفَرُ الفجر؛ قال الأَخطل‏:‏

إِنِّي أَبِيتُ، وَهَمُّ المَرءِ يَبْعَثُه، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ حتى يُفْرِجَ السَّفَرُ

يريد الصبح؛ يقول‏:‏ أَبيت أَسري إِلى انفجار الصبح‏.‏ وسئل أَحمد بن حنبل

عن الإِسْفارِ بالفجر فقال‏:‏ هو أَن يُصْبِحَ الفَجْرُ لا يُشَكُّ فيه، ونحو ذلك قال إِسحق وهو قول الشافعي وذويه‏.‏ وروي عن عمر أَنه قال‏:‏ صلاة

المغرب والفجَاجُ مُسْفِرَةٌ‏.‏ قالأَبو منصور‏:‏ معناه أَي بَيِّنَةٌ مُبْصَرَةٌ

لا تخفى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ صلاة المغرب يقال لها صلاة البَصَر لأَنها تؤدّى

قبل ظلمة الليل الحائلة بين الأَبصار والشخوص‏.‏ والسَّفَرُ سَفَرانِ‏:‏

سَفَرُ الصبح وسَفَرُ المَسَاء، ويقال لبقية بياض النهار بعد مغيب الشمس‏:‏

سَفَرٌ لوضوحه؛ ومنه قول الساجع إِذا طَلَعَتِ الشِّعْرى سَفَرا، ولم تَرَ

فيها مَطَرا؛ أَراد طلوعها عِشاء‏.‏ وَسَفَرَتِ المرأَة وجهها إِذا كشف

النِّقابَ عن وجهها تَسْفِرُ سُفُوراً؛ ومنه سَفَرْتُ بين القوم أَسْفِرُ

سَِفَارَةً أَي كشفت ما في قلب هذا وقلب هذا لأُصلح بينهم‏.‏ وسَفَرَتِ

المرأَةُ نِقابَها تَسْفِرُهُ سُفُوراً، فهي سافِرَةٌ‏:‏ جَلَتْه‏.‏

والسَّفِيرُ‏:‏ الرَّسول والمصلح بين القوم، والجمع سُفَراءُ؛ وقد سَفَرَ

بينهم يَسْفِرُ سَفْراً وسِفارة وسَفارة‏:‏ أَصلح‏.‏ وفي حديث عليّ أَنه قال

لعثمان‏:‏ إِن الناس قد اسْتَسْفَرُوني بينك وبينهم أَي جعلوني سفيراً، وهو الرسول المصلح بين القوم‏.‏ يقال‏:‏ سَفَرْتُ بين القوم إِذا سَعَيْتَ

بينهم في الإصلاح‏.‏ والسِّفْرُ، بالكسر‏:‏ الكتاب، وقيل‏:‏ هو الكتاب الكبير، وقيل‏:‏ هو جزء من التوراة، والجمع أَسْفارٌ‏.‏ السَّفَرَةُ‏:‏ الكَتَبَةُ، واحدهم

سافِرٌ، وهو بالنَّبَطِيَّةِ سافرا‏.‏ قال الله تعالى‏:‏بِأَيْدِي سَفرَةٍ؛ وسَفَرْتُ الكتابَ أَسْفِرُهُ سَفْراً‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ كَمَثَلِ الحِمارِ

يَحْمِلُ أَسْفاراً؛ قال الزجاج فب الأَسفار‏:‏ الكتب الكبار واحدها سِفْرٌ، أَعْلَمَ اللهُ تعالى أَن اليهود مَثَلُهم في تركهم استعمالَ التوراة

وما فيها كَمَثَلِ الحمارُ يُحْمَل عليه الكتب، وهو لا يعرف ما فيها ولا

يعيها‏.‏ السَّفَرَةُ‏:‏ كَتَبَة الملائكة الذين يحصون الأَعمال؛ قال ابن عرفة‏:‏

سميت الملائكة سَفَزَةً لأَنهم يَسْفِرُونَ بين الله وبين أَنبيائه؛ قال

أَبو بكر‏:‏ سموا سَفَرَةً لأَنهم ينزلون بوحي الله وبإِذنه وما يقع به الصلاح بين الناس، فشبهوا بالسُّفَرَاءِ الذين يصلحون بين الرجلين فيصلح

شأْنهما‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مَثَلُ الماهِرِ بالقرآن مَثَلُ السَّفَرَةِ؛ هم

الملائكة جمع سافر، والسافِرُ في الأَصل الكاتب، سمي به لأَنه يبين الشيء

ويوضحه‏.‏ قال الزجاج‏:‏ قيل للكاتب سافر، وللكتاب سِفْرٌ لأَن معناه أَنه

يبين الشيء ويوضحه‏.‏ ويقال‏:‏ أَسْفَرَ الصبح إِذا انكشف وأَضاء إِضاءة لا يشك

فيه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَسْفِرُوا بالفجر فإِنه أَعظم

للأَجْرِ؛ يقول‏:‏ صلوا صلاة الفجر بعدما يتبين الفجر ويظهر ظهوراً لا

ارتياب فيه، وكل من نظر إِليه عرف أَنه الفجر الصادق‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَسْفِرُوا بالفجر؛ أَي صلوا صلاة الفجر مُسْفِرين؛ ويقال‏:‏ طَوِّلُوها إِلى

الإِسْفارِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ قالوا يحتمل أَنهم حين أَمرهم بتغليس صلاة الفجر

في أَول وقتها كانوا يصلونها عند الفجر الأَوَّل حرصاً ورغبة، فقال‏:‏

أَسْفِرُوا بها أَي أَخروها إِلى أَن يطلع الفجر الثاني وتتحققوه، ويقوّي ذلك

أَنه قال لبلال‏:‏ نَوِّرْ بالفجْرِ قَدْرَ ما يبصر القوم مواقع

نَبْلِهِم، وقيل‏:‏ الأَمر بالإِسْفارِ خاص في الليالي المُقْمِرَة لأَن أَوَّل

الصبح لا يتبين فيها فأُمروا بالإِسفار احتياطاً؛ ومنه حديث عمر‏:‏ صلوا المغرب

والفِجاجُ مُسْفِرَةٌ أَي بينة مضيئة لا تخفى‏.‏ وفي حديث عَلْقَمَةَ

الثَّقَفِيِّ‏:‏ كان يأْتينا بلال يُفْطِرُنا ونحن مُسْفِرُون جِدّاً؛ ومنه

قولهم‏:‏ سفرت المرأَة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ بأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ

بَرَرَةٍ؛ قال المفسرون‏.‏ السَّفَرَةُ يعني الملائكة الذين يكتبون أَعمال بني

آدم، واحدهم سافِرٌ مثل كاتِبٍ وكَتَبَةٍ؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ واعتباره بقوله‏:‏

كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون؛ وقول أَبي صخر الهذلي‏:‏

لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُها، وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ، آياتُها سَفْرُ

قال السكري‏:‏ دُرِسَتْ فصارت رسومها أَغفالاً‏.‏ قال ابن جني‏:‏ ينبغي أن يكون السَّفْرُ من قولهم سَفَرْتُ البيت أَي كنسته فكأَنه من كنست الكتابة

من الطِّرْس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن عمر، رضي الله عنه، دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ لو أَمرت بهذا البيت فَسُفِرَ؛ قال الأَصمعي‏:‏ أَي

كُنِسَ‏.‏ والسَّافِرَة‏:‏ أُمَّةٌ من الروم‏.‏ وفي حديث سعيد بن المسيب‏:‏ لولا

أَصواتُ السَّافِرَةِ لسمعتم وَجْبَةَ الشمس؛ قال‏:‏ والسافرة أُمة من الروم‏.‏ كذا جاء متصلاً

بالحديث، ووجبة الشمس وقوعها إِذا غربت‏.‏

وسَفَارِ‏:‏ اسم ماء مؤنثة معرفة مبنية على الكسر‏.‏ الجوهري‏:‏ وسَفَارِ مثل

قَطامِ اسم بئر؛ قال الفرزدق‏:‏

متى ما تَرِدْ يوماً سَفَارِ، نَجِدْ بهَا

أُدَيْهِمَ يَرْمِي المُسْتَحِيزَ المُعَوَّرَا

وسُفَيْرَةُ‏:‏ هَضْبَةٌ معروفة؛ قال زهير‏:‏

بكتنا أَرضنا لما ظعنَّا‏.‏‏.‏‏.‏ سفيرة والغيام‏.‏

سفسر‏:‏ السِّفْسِيرُ‏:‏ الفَيْجُ والتابِعُ ونحوه‏.‏ ابن سيده‏:‏ السِّفْسِيرُ

الذي يقوم على الناقة؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ‏:‏

وفَارَقَتْ، وَهْي لَمْ تَجْرَبْ وباعَ لَها

مِنَ الفَصَافِصِ بالنمِّيِّ سِفْسِيرُ

وقيل‏:‏ هو الذي يقوم على الإِبل ويصلح شأْنها، وقيل‏:‏ هو السمسار؛ قال

الأَزهري‏:‏ وهو معرّب، وقيل‏:‏ هو القيم بالأَمر المصلح له، وأَنكر أَن يكون

بَيَّاعَ القَتِّ‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ قال الأَصمعي في قول النابغة‏:‏

وفارقت وهي لم تجرب

قال‏:‏ باع لها اشترى لها‏.‏ سفسير يعني السمسار‏.‏ وقال المؤرِّج‏:‏

السفسير العَبْقَرِيُّ، وهو الحاذق بِصِناعَتِه من قوم سَفاسِرة

وعَباقِرَة‏.‏ ويقال للحاذق بأَمر الحَديد‏:‏ سِفْسِيرٌ؛ قال حميد بن ثور‏:‏

بَرَتْهُ سَفَاسِيرُ الحَدِيدِ فَجَرَّدَتْ

وَقِيعَ الأَعالي، كانَ في الصَّوْتِ مُكْرِمَا

قال ابن الأَعرابي‏:‏ السِّفْسِيرُ القَهْرَمانُ في قول أَوس‏.‏ والسفسير‏:‏

الحُزْمَةُ من حُزَمِ الرَّطْبَة التي تعلفها الإِبل، وأَصل ذلك فارسي‏.‏

وفي حديث أَبي طالب يمدح النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

فَإِنِّي والسَّوابِحَ كُلَّ يَوْمٍ، وما تَتْلو السَّفاسِرَةُ الشُّهُودُ

السفاسرة‏:‏ أَصحاب الأَسفار وهي الكتب‏.‏

سقر‏:‏ السَّقْرُ‏:‏ من جوارح الطير معروف لغة في الصَّقْرِ‏.‏ والزَّقْرُ‏:‏

الصَّقْرُ مضارعة، وذلك لأَن كلباً تقلب السين مع القاف خاصة زاياً‏.‏ ويقولن

في مَسّ سَقَر‏:‏ مس زقر، وشاة زَقْعَاء في سَقْعَاء‏.‏ والسَّقْرُ‏:‏

البُعْدُ‏.‏

وسَقَرَت الشمسُ تَسْقُرُهُ سَقْراً‏:‏ لوَّحَتْه وآلمت دماغه بحرّها‏.‏

وسَقَرَاتُ الشمس‏:‏ شدّة وَقْعِها‏.‏ ويوم مُسْمَقِرٌّ ومُصْمَقِرٌّ‏:‏ شديد

الحر‏.‏ وسَقَرُ‏:‏ اسم من أَسماء جهنم، مشتق من ذلك، وقيل‏:‏ هي من البعد، وعامة

ذلك مذكور في صَقَر، بالصاد‏.‏ وفي الحديث في ذكر النار‏:‏ سماها سَقَرَ؛ هو اسم أَعجمي علم النار الآخرة‏.‏ قال الليث‏:‏ سقر اسم معرفة للنار، نعوذ بالله من سقر‏.‏ وهكذا قرئ‏:‏ ما سَلَكَكُمْ في سَقَر؛ غير منصرف لأَنه معرفة، وكذلك لَظَى وجهنم‏.‏ أَبو بكر‏:‏ في السقر قولان‏:‏ أَحدهما أَن نار الآخرة سميت

سقر لا يعرف له اشتقاق ومنع الإِجراء التعريف والعجمة، وقيل‏:‏ سميت النار

سقر لأَنها تذيب الأَجسام والأَرواح، والاسم عربي من قولهم سقرته الشمس

أَي أَذابته‏.‏ وأَصابه منها ساقُور، والسَّاقور أَيضاً‏:‏ حديدة تحمى ويكوى

بها الحمار، ومن قال سقر اسم عربي قال‏:‏ منعه الإِجراء لأَنه معرفة مؤنث‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ لا تبقي ولا تذر‏.‏ والسَّقَّارُ‏:‏ اللَّعَّانُ الكافر، بالسين والصاد، وهو مذكور في موضعه‏.‏ الأَزهري في ترجمة صقر‏:‏ الصَّقَّارُ

النَّمَّامُ‏.‏ وروى بسنده عن جابر بن عبدالله قال‏:‏ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يسكن مكة سَاقُور ولا مَشَّاءٌ بنميم‏.‏ وروي أَيضاً في السَّقَّار والصَّقَّار‏:‏ اللَّعَّان، وقيل‏:‏ اللَّعَّان لمن لا يستحق اللعن، سمي بذلك لأَنه يضرب الناس بلسانه من الصَّقْرِ، وهو ضربك الصخرة

بالصَّاقُور، وهو المِعْوَلُ‏.‏ وجاء ذكر السَّقَّارِينَ في حديث آخر وجاء تفسيره في الحديث أَنهم الكذابون، قيل‏:‏ سموا به لخبث ما يتكلمون‏.‏ وروى سهل بن معاذ

عن أَبيه‏:‏ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا تزال الأُمة على

شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث‏:‏ ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم

الخُبْثُ، وتظهر فيهم السَّقَّارَةُ، قالوا‏:‏ وما السَّقَّارَةُ يا رسول الله‏؟‏

قال‏:‏ بَشَرٌ يكونون في آخر الزمان يكون تَحِيَّتُهم بينهم إِذا تَلاقَوا

التَّلاعُنَ، وفي رواية‏:‏ يظهر فيهم السَّقَّارُونَ‏.‏

سقطر‏:‏ سُقُطْرَى‏:‏ موضع، يمدّ ويقصر، فإِذا نسبت إِليه بالقصر قلت‏:‏

سُقُطْرِيٌّ، وإِذا نسبت بالمد قلت‏:‏ سُقُطْراوِيٌّ؛ حكاه ابن سيده عن أَبي

حنيفة‏.‏

سقعطر‏:‏ السَّقَعْطَرَى‏:‏ النِّهَايَةُ في الطول‏.‏ وقال ابن سيده‏:‏ من الناس

والإِبل لا يكون أَطول منه‏.‏ والسَّقَعْطَرِيُّ‏:‏ الضَّخْمُ الشديد البطش

الطويل من الرجال‏.‏

سكر‏:‏ السَّكْرَانُ‏:‏ خلاف الصاحي‏.‏ والسُّكْرُ‏:‏ نقيض الصَّحْوِ‏.‏

والسُّكْرُ ثلاثة‏:‏ سُكْرُ الشَّبابِ وسُكْرُ المالِ وسُكْرُ السُّلطانِ؛ سَكِرَ

يَسْكَرُ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَرَاناً، فهو سَكِرٌ؛ عن

سيبويه، وسَكْرانُ، والأُنثى سَكِرَةٌ وسَكْرَى وسَكْرَانَةٌ؛ الأَخيرة

عن أَبي علي في التذكرة‏.‏ قال‏:‏ ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَكْرَانَ في النكرة‏.‏ الجوهري‏:‏ لغةُ بني أَسد سَكْرَانَةٌ، والاسم السُّكْرُ، بالضم، وأَسْكَرَهُ الشَّرَابُ، والجمع سُكَارَى وسَكَارَى وسَكْرَى، وقوله

تعالى‏:‏ وترى الناسَ سُكَارَى وما هم بِسُكَارَى؛ وقرئ‏:‏ سَكْرَى وما هم

بِسَكْرَى؛ التفسير أَنك تراهم سُكَارَى من العذاب والخوف وما هم بِسُكَارَى

من الشراب، يدل عليه قوله تعالى‏:‏ ولكنَّ عذاب الله شديد، ولم يقرأْ أَحد

من القراء سَكَارَى، بفتح السين، وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأن القراءة سنَّة‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى

وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى

وغَيَارَى، وإِنما قالوا سَكْرَى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى

مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى، لأَنه شبه بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل السَّكْرَانِ، وأَما النَّشْوَانُ

فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى، وقال الفرّاء‏:‏ لو قيل سَكْرَى على أن الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً؛ وأَنشد بعضهم‏:‏

أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ، إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ ولا باسُ

وقوله تعالى‏:‏ لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكارَى؛ قال ثعلب‏:‏ إِنما قيل

هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر، وقال غيره‏:‏ إِنما عنى هنا سُكْرَ

النَّوْمِ، يقول‏:‏ لا تقربوا الصلاة رَوْبَى‏.‏ ورَجُلٌ سِكِّيرٌ‏:‏ دائم السُّكر‏.‏

ومِسْكِيرٌ وسَكِرٌ وسَكُورٌ‏:‏ كثير السُّكْرِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لعمرو ابن قميئة‏:‏

يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه

أَن قِيلَ يوماً‏:‏ إِنَّ عَمْراً سَكُورْ

وجمع السَّكِر سُكَارَى كجمع سَكرْان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً

على الكلمة الواحدة‏.‏ ورجل سِكِّيرٌ‏:‏ لا يزال سكرانَ، وقد أَسكره الشراب‏.‏

وتساكَرَ الرجلُ‏:‏ أَظهر السُّكْرَ واستعمله؛ قال الفرزدق‏:‏

أَسَكْرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا

تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ،أَم مُتَساكِرُ‏؟‏

تقديره‏:‏ أَكان سكران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال‏:‏

كان ابن المراغة؛ قال سيبويه‏:‏ فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب السكران

ويرفع الآخر على قطع وابتداء، يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان سكران

ومتساكر وخبرها ابن المراغة؛ وقوله‏:‏ وأَكثرهم ينصب السكران ويرفع الآخر على

قطع وابتداء يريد أَن سكران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة، كأَنه

قال‏:‏ أَكان سكران ابن المراغة، كان سكران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء

مضمر، كأَنه قال‏:‏ أَم هو متساكر‏.‏

وقولهم‏:‏ ذهب بين الصَّحْوَة والسَّكْرَةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا

يعقل‏.‏

والمُسَكَّرُ‏:‏ المخمور؛ قال الفرزدق‏:‏

أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ، ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُسَكَّرا

وسَكْرَةُ الموت‏:‏ شِدَّتُهُ‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وجاءت سَكْرَةُ الموت بالحق؛ سكرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت‏.‏ وقوله بالحق أَي

بالموت الحق‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ السَّكْرَةُ الغَضْبَةُ‏.‏

والسَّكْرَةُ‏:‏ غلبة اللذة على الشباب‏.‏

والسَّكَرُ‏:‏ الخمر نفسها‏.‏ والسَّكَرُ‏:‏ شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ

والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ السَّكَرُ يتخذ من التمر

والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء‏.‏ قال‏:‏ وزعم زاعم أَنه

ربما خلط به الآس فزاده شدّة‏.‏ وقال المفسرون في السَّكَرِ الذي في التنزيل‏:‏

إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة‏.‏ الفراء في قوله‏:‏ تتخذون منه

سَكَراً ورزقاً حسناً، قال‏:‏ هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب

والتمر وما أَشبهها‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏ السَّكَرُ نقيع التمر الذي لم تمسه

النار، وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون‏:‏ السَّكَرُ خَمْرٌ‏.‏ وروي

عن ابن عمر أَنه قال‏:‏ السَّكَرُ من التمر، وقال أَبو عبيدة وحده‏:‏

السَّكَرُ الطعام؛ يقول الشاعر‏:‏

جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَرا

أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ هذا بالخمر أَشبه منه

بالطعام؛ المعنى‏:‏ جعلت تتخمر بأَعراض الكرام، وهو أَبين مما يقال للذي

يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس‏.‏ وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال‏:‏

السَّكَرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ السَّكَرُ الغَضَبُ؛ والسَّكَرُ الامتلاء، والسَّكَرُ الخمر، والسَّكَرُ النبيذ؛ وقال جرير‏:‏

إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَكَرٍ

نادَيْنَ‏:‏ يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا

وفي الحديث‏:‏ حرمت الخمرُ بعينها والسَّكَرُ من كل شراب؛ السَّكَر، بفتح

السين والكاف‏:‏ الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا رواه

الأَثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السَّكْرَانِ

فيجعلون التحريم للسُّكْرِ لا لنفس المُسْكِرِ فيبيحون قليله الذي لا

يسكر، والمشهور الأَول، وقيل‏:‏ السكر، بالتحريك، الطعام؛ وأَنكر أَهل اللغة

هذا والعرب لا تعرفه‏.‏ وفي حديث أَبي وائل‏:‏ أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ

فَبُعِثَ له السَّكَرُ فقال‏:‏ إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم‏.‏

والسَّكَّار‏:‏ النَّبَّاذُ‏.‏ وسَكْرَةُ الموت‏:‏ غَشْيَتُه، وكذلك سَكْرَةُ

الهَمِّ والنوم ونحوهما؛ وقوله‏:‏

فجاؤونا بِهِمْ، سُكُرٌ علينا، فَأَجْلَى اليومُ، والسَّكْرَانُ صاحي

أَراد سُكْرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب، ورواه يعقوب

سَكَرٌ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ ومن قال سَكَرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

سَكِرَ من الشراب يَسْكَرُ سُكْراً، وسَكِرَ من الغضب يَسْكَرُ سَكَراً

إِذا غضب، وأَنشد البيت‏.‏ وسُكِّرَ بَصَرُه‏:‏ غُشِيَ عليه‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ لقالوا إِنما سُكِّرَتْ أَبصارُنا؛ أَي حُبِسَتْ عن النظر

وحُيِّرَتْ‏.‏ وقال أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها

الحسن مخففة وفسرها‏:‏ سُحِرَتْ‏.‏ التهذيب‏:‏ قرئ سُكِرت وسُكِّرت، بالتخفيف

والتشديد، ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى‏.‏

وقال مجاهد‏:‏ سُكِّرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قال أَبو عبيد‏:‏ يذهب مجاهد

إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع السَّكْرُ الماء من الجري، فقال أَبو عبيدة‏:‏ سُكِّرَتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم

وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا؛ وقال أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ سُكِّرَتْ

أَبصارُنا مأْخوذ من سُكْرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب

المُسكِرِ إِذا سكِرَ؛ وقال الفراء‏:‏ معناه حبست ومنعت من النظر‏.‏ الزجاج‏:‏ يقال

سَكَرَتْ عَيْنُه تَسْكُرُ إِذا تحيرت وسَكنت عن النظر، وسكَرَ الحَرُّ

يَسْكُرُ؛ وأَنشد‏:‏

جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ، وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ

قال أَبو بكر‏:‏ اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض‏.‏ والتَّسْكِيرُ للحاجة‏:‏

اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير، وقد سُكِرَ‏.‏

وسَكِرَ النَّهْرَ يَسْكُرُه سَكْراً‏:‏ سَدَّفاه‏.‏ وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ، فقد سُكِرَ، والسِّكْرُ ما سُدَّ بِهِ‏.‏ والسَّكْرُ‏:‏ سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ

الماء، والسِّكْرُ‏:‏ اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه‏.‏ وفي الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم‏:‏ اسْكُرِيه، أَي

سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة، تشبيهاً بِسَكْر الماء، والسَّكْرُ المصدر‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ سَمَرْتُه ملأته‏.‏ والسِّكْرُ، بالكسر‏:‏ العَرِمُ‏.‏

والسِّكْرُ أَيضاً‏:‏ المُسَنَّاةُ، والجمع سُكُورٌ‏.‏ وسَكَرَتِ الريحُ تَسْكُرُ

سُكُوراً وسَكَراناً‏:‏ سكنت بعد الهُبوب‏.‏ وليلةٌ ساكِرَةٌ‏:‏ ساكنة لا ريح فيها؛ قال أَوْسُ بن حَجَرٍ‏:‏

تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها، فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ

وفي التهذيب قال أَوس‏:‏

جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ، فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ

أَبو زيد‏:‏ الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري؛ وقد سَكَر

سُكُوراً‏.‏ وسُكِرَ البَحْرُ‏:‏ رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر‏:‏

يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُسْكَرُ

كذا أَنشده يسكر على صيغة فعل المفعول، وفسره بيركد على صيغة فعل

الفاعل‏.‏ السُّكَّرُ من الحَلْوَاءِ‏:‏ فارسي معرَّب؛ قال‏:‏

يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ

في فَمِهِ، مِثْلَ عصير السُّكَّرِ

والسُّكَّرَةُ‏:‏ الواحدة من السُّكَّرِ‏.‏ وقول أَبي زياد الكلابي في صفة

العُشَرِ‏:‏ وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُكَّرٌ؛ إِنما أَراد مثل

السُّكَّرِ في الحلاوةِ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ والسُّكَّرُ عِنَبٌ يصيبه المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ، هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، ويُزَبَّبُ

أَيضاً‏.‏ والسَّكْرُ‏:‏ بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ قال‏:‏ ولم يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ‏.‏

والسَّكَرَةُ‏:‏ المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة‏.‏

والسَّكْرَانُ‏:‏ موضع؛ قال كُثيِّر يصف سحاباً‏:‏

وعَرَّسَ بالسَّكْرَانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى

يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ

والسَّيْكَرَانُ‏:‏ نَبْتٌ؛ قال‏:‏

وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ

من النَّبْتِ، إِلاَّ سَيْكَراناً وحُلَّبَا

قال أَبو حنيفة‏:‏ السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ

قال‏:‏ وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال‏:‏ هو السُّخَّرُ ونحن

نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال‏:‏ وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج‏.‏

ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه‏:‏ قد سَكَرَ يَسْكُرُ‏.‏

وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً‏:‏ خَنَقَه؛ والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى

يكاد يقتله‏.‏ التهذيب‏:‏ روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال‏:‏ السُّكُرْكَةُ

خمر الحبشة؛ قال أَبو عبيد‏:‏ وهي من الذرة؛ قال الأَزهري‏:‏ وليست بعربية، وقيده شمر بخطه‏:‏ السُّكْرُكَةُ، الجزم على الكاف والراء مضمومة‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال‏:‏ لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك‏:‏

فسأَلت زيد بن أَسلم‏:‏ ما الغبيراء‏؟‏ فقال‏:‏ هي السكركة، بضم السين والكاف وسكون

الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل‏:‏

السُّقُرْقَع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا آكل في سُكُرُّجَة؛ هي، بضم السين والكاف

والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية، وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها‏.‏

سكندر‏:‏ رأَيت في مسودّات كتابي هذا هذه الترجمة ولم أَدر من أَي جهة

نقلتها‏:‏ كان الإِسْكَنْدَرُ والفَرَما أَخوين وهما ولدا فيلبس اليوناني، فقال‏:‏ الإِسكندر‏:‏ أَبني مدينة فقيرة إِلى الله عز وجل غنية عن الناس، وقال

الفرما‏:‏ أَبني مدينة فقيرة إِلى الناس غنية عن الله تعالى، فسلط الله على

مدينة الفرما الخراب سريعاً فذهب رسمها وعفا أَثرها، وبقيت مدينة

الإِسكندر إِلى الآن‏.‏

سمر‏:‏ السُّمْرَةُ‏:‏ منزلة بين البياض والسواد، يكون ذلك في أَلوان الناس

والإِبل وغير ذلك مما يقبلها إِلاَّ أَن الأُدْمَةَ في الإِبل أَكثر، وحكى ابن الأَعرابي السُّمْرَةَ في الماء‏.‏ وقد سَمُرَ بالضم، وسَمِرَ

أَيضاً، بالكسر، واسْمَارَّ يَسْمَارُّ اسْمِيرَاراً، فهو أَسْمَرُ‏.‏ وبعير

أَسْمَرُ‏:‏ أَبيضُ إِلى الشُّهْبَة‏.‏ التهذيب‏:‏ السُّمْرَةُ لَوْنُ الأَسْمَرِ، وهو لون يضرب إِلى سَوَادٍ خَفِيٍّ‏.‏ وفي صفته، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كان

أَسْمَرَ اللَّوْنِ؛ وفي رواية‏:‏ أَبيضَ مُشْرَباً بِحُمْرَةٍ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ووجه الجمع بينهما أَن ما يبرز إِلى الشمس كان أَسْمَرَ وما تواريه

الثياب وتستره فهو أَبيض‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الأَسْمَرانِ الماءُ والحِنْطَةُ، وقيل‏:‏ الماء والريح‏.‏ وفي حديث المُصَرَّاةِ‏:‏ يَرُدُّها ويردّ معها صاعاً

من تمر لا سَمْراءَ؛ والسمراء‏:‏ الحنطة، ومعنى نفيها أَن لا يُلْزَمَ

بعطية الحنطة لأَنها أَعلى من التمر بالحجاز، ومعنى إِثباتها إِذا رضي

بدفعها من ذات نفسه، ويشهد لها رواية ابن عمر‏:‏ رُدَّ مِثْلَيْ لَبَنِها

قَمْحاً‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ فإِذا عنده فَاتُورٌ عليه خُبْزُ

السَّمْراءِ؛ وقَناةٌ سَمْراءُ وحنطة سمراء؛ قال ابن ميادة‏:‏

يَكْفِيكَ، مِنْ بَعْضِ ازْديارِ الآفاق، سَمْرَاءُ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْراق

قيل‏:‏ السمراء هنا ناقة أَدماء‏.‏ ودَرَس على هذا‏:‏ راضَ، وقيل‏:‏ السمراء

الحنطة، ودَرَسَ على هذا‏:‏ دَاسَ؛ وقول أَبي صخر الهذلي‏:‏

وقد عَلِمَتْ أَبْنَاءُ خِنْدِفَ أَنَّهُ

فَتَاها، إِذا ما اغْبَرَّ أَسْمَرُ عاصِبُ

إِنما عنى عاماً جدباً شديداً لا مَطَر فيه كما قالوا فيه أَسود‏.‏

والسَّمَرُ‏:‏ ظلُّ القمر، والسُّمْرَةُ‏:‏ مأُخوذة من هذا‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

السُّمْرَةُ في الناس هي الوُرْقَةُ؛ وقول حميد بن ثور‏:‏

إِلى مِثْلِ دُرْجِ العاجِ، جادَتْ شِعابه بِأَسْمَرَ يَحْلَوْلي بها ويَطِيبُ

قيل في تفسيره‏:‏ عنى بالأَسمر اللبن؛ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ هو لبن الظبية

خاصة؛ وقال ابن سيده‏:‏ وأَظنه في لونه أَسمر‏.‏

وسَمَرَ يَسْمُرُ سَمْراً وسُمُوراً‏:‏ لم يَنَمْ، وهو سامِرٌ وهم

السُّمَّارُ والسَّامِرَةُ‏.‏ والسَّامِرُ‏:‏ اسم للجمع كالجامِلِ‏.‏ وفي التنزيل

العزيز‏:‏ مُسْتَكْبِريِنَ به سامِراً تَهْجُرُون؛ قال أَبو إِسحق‏:‏ سامِراً

يعني سُمَّاراً‏.‏ والسَّمَرُ‏:‏ المُسامَرَةُ، وهو الحديث بالليل‏.‏ قال

اللحياني‏:‏ وسمعت العامرية تقول تركتهم سامراً بموضع كذا، وجَّهَه على أَنه جمع

الموصوف فقال تركتهم، ثم أَفرد الوصف فقال‏:‏ سامراً؛ قال‏:‏ والعرب تفتعل هذا

كثيراً إِلاَّ أَن هذا إِنما هو إِذا كان الموصوف معرفة؛ تفتعل بمعنى

تفعل؛ وقيل‏:‏ السَّامِرُ والسُّمَّارُ الجماعة الذين يتحدثون بالليل‏.‏

والسِّمَرُ‏:‏ حديث الليل خاصة‏.‏ والسِّمَرُ والسَّامِرُ‏:‏ مجلس السُّمَّار‏.‏ الليث‏:‏

السَّامِرُ الموضع الذي يجتمعون للسَّمَرِ فيه؛ وأَنشد‏:‏

وسَامِرٍ طال فيه اللَّهْوُ والسَّمَرُ

قال الأَزهري‏:‏ وقد جاءت حروف على لفظ فاعِلٍ وهي جمع عن العرب‏:‏ فمنها

الجامل والسامر والباقر والحاضر، والجامل للإِبل ويكون فيها الذكور

والإِناث والسَّامِرُ الجماعة من الحيّ يَسْمُرُونَ ليلاً، والحاضِر الحيّ

النزول على الماء، والباقر البقر فيها الفُحُولُ والإِناث‏.‏ ورجل سِمِّيرٌ‏:‏

صاحبُ سَمَرٍ، وقد سَامَرَهُ‏.‏ والسَّمِيرُ‏:‏ المُسَامِرُ‏.‏ والسَّامِرُ‏:‏

السُّمَّارُ وهم القوم يَسْمُرُون، كما يقال للحُجَّاج‏:‏ حَاجٌّ‏.‏ وروي عن أَبي

حاتم في قوله‏:‏ مستكبرين به سامراً تهجرون؛ أَي في السَّمَرِ، وهو حديث

الليل‏.‏ يقال‏:‏ قومٌ سامِرٌ وسَمْرٌ وسُمَّارٌ وسُمَّرٌ‏.‏ والسَّمَرةُ‏:‏

الأُحُدُوثة بالليل؛ قال الشاعر‏:‏

مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، عَزْفُ القِيانِ ومَجْلِسٌ غَمْرُ

وقيل في قوله سامِراً‏:‏ تهجرون القرآن في حال سَمَرِكُمْ‏.‏ وقرئ

سُمَّراً، وهو جَمْعُ السَّامر؛ وقول عبيد بن الأَبرص‏:‏

فَهُنْ كَنِبْرَاسِ النَّبِيطِ، أَو الـ *** ـفَرْضِ بِكَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِرِ

يحتمل وجهين‏:‏ أَحدهما أَن يكون أَسْمَرَ لغة في سَمَرَ، والآخر أَن يكون

أَسْمَرَ صار له سَمَرٌ كأَهْزَلَ وأَسْمَنَ في بابه؛ وقيل‏:‏ السَّمَرُ

هنا ظل القمر‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ معناه ما سَمَرَ الناسُ بالليل وما طلع

القمر، وقيل‏:‏ السَّمَرُ الظُّلْمَةُ‏.‏ ويقال‏:‏ لا آتيك السَّمَرَ والقَمَرَ أَي

ما دام الناس يَسْمُرونَ في ليلة قَمْراءَ، وقيل‏:‏ أَي لا آتيك

دَوامَهُما، والمعنى لا آتيك أَبداً‏.‏ وقال أَبو بكر‏:‏ قولهم حَلَفَ بالسَّمَرِ

والقَمَرِ، قال الأَصمعي‏:‏ السَّمَرُ عندهم الظلمة والأَصل اجتماعهم

يَسْمُرُونَ في الظلمة، ثم كثر الاستعمال حتى سموا الظلمة سَمَراً‏.‏ وفي حديث

قَيْلَة‏:‏ إِذا جاء زوجها من السَّامِرِ؛ هم القوم الذين يَسْمُرون بالليل أَي

يتحدثون‏.‏ وفي حديث السَّمَرِ بعد العشاء، الرواية بفتح الميم، من المُسامَرة، وهي الحديث في الليل‏.‏ ورواه بعضهم بسكون الميم وجعلَه المصدر‏.‏ وأَصل

السَّمَرِ‏:‏ لون ضوء القمر لأَنهم كانوا يتحدثون فيه‏.‏ والسَّمَرُ‏:‏

الدَّهْرُ‏.‏ وفلانٌ عند فلان السَّمَرَ أَي الدَّهْرَ‏.‏ والسَّمِيرُ‏:‏ الدَّهْرُ

أَيضاً‏.‏ وابْنَا سَمِيرٍ‏:‏ الليلُ والنهارُ لأَنه يُسْمَرُ فيهما‏.‏ ولا

أَفعله سَمِيرَ الليالي أَي آخرها؛ وقال الشَّنْفَرَى‏:‏

هُنالِكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّنِي، سَمِيرَ اللَّيالي مُبْسَلاَ بالجَرائرِ

ولا آتيك ما سَمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ أَي الدهرَ كُلَّه؛ وما سَمَرَ ابن سَمِيرٍ وما سَمَرَ السَّمِيرُ، قيل‏:‏ هم الناس يَسْمُرُونَ بالليل، وقيل‏:‏

هو الدهر وابناه الليل والنهار‏.‏ وحكي‏:‏ ما أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير وما

أَسْمَرَ ابنا سَمِيرٍ، ولم يفسر أَسْمَرَ؛ قال ابن سيده‏:‏ ولعلها لغة في سمر‏.‏ ويقال‏:‏ لا آتيك ما اخْتَلَفَ ابْنَا سَمِير أَي ما سُمِرَ فيهما‏.‏ وفي حديث عليٍّ‏:‏ لا أَطُورُ به ما سَمَرَ سَمِيرٌ‏.‏ وروى سَلَمة عن الفراء قال‏:‏

بعثت من يَسْمُر الخبر‏.‏ قال‏:‏ ويسمى السَّمَر به‏.‏ وابنُ سَمِيرٍ‏:‏ الليلة

التي لا قمر فيها؛ قال‏:‏

وإِنِّي لَمِنْ عَبْسٍ وإِن قال قائلٌ

على رغمِهِ‏:‏ ما أَسْمَرَ ابنُ سَمِيرِ

أَي ما أَمكن فيه السَّمَرُ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ طُرقِ القوم سَمَراً إِذا

طُرقوا عند الصبح‏.‏ قال‏:‏ والسَّمَرُ اسم لتلك الساعة من الليل وإِن لم يُطْرَقُوا فيها‏.‏ الفراء في قول العرب‏:‏ لا أَفعلُ ذلك السَّمَرَ والقَمَرَ، قال‏:‏ كل ليلة ليس فيها قمر تسمى السمر؛ المعنى ما طلع القمر وما لم يطلع، وقيل‏:‏ السَّمَرُ الليلُ؛ قال الشاعر‏:‏

لا تَسْقِنِي إِنْ لم أُزِرْ، سَمَراً، غَطْفَانَ مَوْكِبَ جَحْفَلٍ فَخِمِ

وسامِرُ الإِبل‏:‏ ما رَعَى منها بالليل‏.‏ يقال‏:‏ إِن إِبلنا تَسْمُر أَي

ترعى ليلاً‏.‏ وسَمَر القومُ الخمرَ‏:‏ شربوها ليلاً؛ قال القطامي‏:‏

ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ، كَأَنَّما

سَمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ

وقال ابن أَحمر وجعل السَّمَرَ ليلاً‏:‏

مِنْ دُونِهِمْ، إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً، حيٌّ حِلالٌ لَمْلَمٌ عَكِرُ

أَراد‏:‏ إِن جئتهم ليلاً‏.‏

والسَّمْرُ‏:‏ شَدُّكَ شيئاً بالمِسْمَارِ‏.‏ وسَمَرَهُ يَسْمُرُهُ

ويَسْمِرُهُ سَمْراً وسَمَّرَهُ، جميعاً‏:‏ شدّه‏.‏ والمِسْمارُ‏:‏ ما شُدَّ

به‏.‏ سَمَرَ عينَه‏:‏ كَسَمَلَها‏.‏ وفي حديث الرَّهْطِ العُرَنِيِّينَ الذين

قدموا المدينة فأَسلموا ثم ارْتَدُّوا فَسَمَر النبي صلى الله عليه وسلم أَعْيْنَهُمْ؛ ويروي‏:‏ سَمَلَ، فمن رواه باللام فمعناه فقأَها بشوك أَو

غيره، وقوله سَمَرَ أَعينهم أَي أَحمى لها مسامير الحديد ثم كَحَلَهُم

بها‏.‏ امرأَة مَسْمُورة‏:‏ معصوبة الجسد ليست بِرِخْوةِ اللحمِ، مأْخوذٌ منه‏.‏

وفي النوادر‏:‏ رجل مَسْمُور قليل اللحم شديد أَسْرِ العظام والعصَبِ‏.‏

وناقة سَمُورٌ‏:‏ نجيب سريعة؛ وأَنشد‏:‏

فَمَا كان إِلاَّ عَنْ قَلِيلٍ، فَأَلْحَقَتْ

بنا الحَيَّ شَوْشَاءُ النَّجاءِ سَمُورُ

والسَّمَارُ‏:‏ اللَّبَنُ المَمْذُوقُ بالماء، وقيل‏:‏ هو اللبن الرقيق، وقيل‏:‏ هو اللبن الذي ثلثاه ماء؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُوَنَّ لِقاحُه، ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بِسَمَارِ

وتسمير اللبن‏:‏ ترقيقه بالماء، وقال ثعلب‏:‏ هو الذي أُكثر ماؤه ولم يعين

قدراً؛ وأَنشد‏:‏

سَقَانا فَلَمْ يَهْجَأْ مِنَ الجوعِ نَقْرُهُ

سَمَاراً، كَإِبْطِ الذّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهُ

واحدته سَمَارَةٌ، يذهب إِلى الطائفة‏.‏ وسَمَّرَ اللبنَ‏:‏ جعله سَمَاراً‏.‏

وعيش مَسْمُورٌ‏:‏ مخلوط غير صاف، مشتق من ذلك‏.‏ وسَمَّرَ سَهْمَه‏:‏ أَرسله، وسنذكره في فصل الشين أَيضاً‏.‏

وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال‏:‏ التسْمِيرُ‏.‏ سال السهم

بالعجلة، والخَرْقَلَةُ إِرساله بالتأَني؛ يقال للأَول‏:‏ سَمِّرْ فقد

أَخْطَبَكَ الصيدُ، وللآخر‏:‏ خَرْقِلْ حتى يُخْطِبَكَ‏.‏

والسُّمَيْريَّةُ‏:‏ ضَرْبٌ من السُّفُن‏.‏ وسَمَّرَ السفينة أَيضاً‏:‏

أَرسلها؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه في الأَمة يطؤُها مالكها‏:‏ إن عليه أَن يُحَصِّنَها فإِنه يُلْحِقُ به وَلَدها‏.‏ وفي رواية أَنه قال‏:‏ ما

يُقِرُّ رجل أَنه كان يطأُ جاريته إِلاَّ أَلحقت به ولدها قمن شاءَ

فَلُيْمسِكْها ومن شاءَ فليُسَمِّرْها؛ أَورده الجوهري مستشهداً به على قوله‏:‏

والتَّسْمِيرُ كالتَّشْمِير؛ قال الأَصمعي‏:‏ أَراد بقوله ومن شاءَ

فليسمرها، أَراد التشمير بالشين فحوَّله إِلى السين، وهو الإِرسال والتخلية‏.‏

وقال شمر‏:‏ هما لغتان، بالسين والشين، ومعناهما الإِرسال؛ قال أَبو عبيد‏:‏ لم نسمع السين المهملة إِلاَّ في هذا الحديث وما يكون إِلاَّ تحويلاً كما

قال سَمَّتَ وشَّمَّتَ‏.‏

وسَمَرَتِ الماشيةُ تَسْمُرُ سُمُوراً‏:‏ نَفَشَتْ‏.‏

وسَمَرَتِ النباتَ تَسْمُرُه‏:‏ رَعَتْه؛ قال الشاعر‏:‏

يَسْمُرْنَ وحْفاً فَوْقَهُ ماءُ النَّدى، يَرْفَضُّ فاضِلُه عن الأَشْدَاقِ

وسَمَرَ إِبلَه‏:‏ أَهملها‏.‏ وسَمَرَ شَوْلَهُ‏.‏ خَلاَّها‏.‏

وسَمَّرَ إِبلَهُ وأَسْمَرَها إِذا كَمَشَها، والأَصل الشين فأَبدلوا منها

السين، قال الشاعر‏:‏

أَرى الأَسْمَرَ الحُلْبوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا، لِشَوْلٍ رآها قَدْ شَتَتْ كالمَجادِلِ

قال‏:‏ رأَى إِبلاً سِماناً فترك إِبله وسَمَّرَها أَي خلاها وسَيَّبَها‏.‏

والسَّمُرَةُ، بضم الميم‏:‏ من شجر الطَّلْحِ، والجمع سَمُرٌ وسَمُراتٌ، وأَسْمُرٌ في أَدنى العدد، وتصغيره أُسَيمِيرٌ‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَشْبه سَرْحٌ سَرْحاً لَوْ أَنَّ أُسَيْمِراً‏.‏ والسَّمُرُ‏:‏ ضَرُبٌ من العِضَاهِ، وقيل‏:‏ من الشَّجَرِ صغار الورق قِصار الشوك وله بَرَمَةٌ صَفْرَاءُ يأْكلها

الناس، وليس في العضاه شيء أَجود خشباً من السَّمُرِ، ينقل إِلى القُرَى

فَتُغَمَّى به البيوت، واحدتها سَمْرَةٌ، وبها سمي الرجل‏.‏ وإِبل

سَمُرِيَّةٌ، بضم الميم؛ تأْكل السِّمُرَ؛ عن أَبي حنيفة‏.‏ والمِسْمارُ‏:‏ واحد

مسامير الحديد، تقول منه‏:‏ سَمَّرْتُ الشيءَ تَسْمِيراً، وسَمَرْتُه أَيضاً؛ قال الزَّفَيان‏:‏

لَمَّا رَأَوْا مِنْ جَمْعِنا النَّفِيرا، والحَلَقَ المُضاعَفَ المَسْمُورا، جَوَارِناً تَرَى لهَا قَتِيرا

وفي حديث سعد‏:‏ ما لنا طعام إِلاَّ هذا السَّمُر، هو ضرب من سَمُرِ

الطَّلْحِ‏.‏ وفي حديث أَصحاب السَّمُرة هي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان

عام الحديبية‏.‏

وسُمَير على لفظ التصغير‏:‏ اسم رجل؛ قال‏:‏

إِن سُمَيْراً أَرَى عَشِيرَتَهُ، قد حَدَبُوا دُونَهُ، وقد أَبَقُوا

والسَّمَارُ‏:‏ موضع؛ وكذلك سُمَيراءُ، وهو يمدّ ويقصر؛ أَنشد ثعلب لأَبي

محمد الحذلمي‏:‏

تَرْعَى سُمَيرَاءَ إِلى أَرْمامِها، إِلى الطُّرَيْفاتِ، إِلى أَهْضامِها

قال الأَزهري‏:‏ رأَيت لأَبي الهيثم بخطه‏:‏

فإِنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنا، كما اخْتَلَفَ ابْنَا جالِسٍ وسَمِيرِ

قال‏:‏ ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه؛ وأَما قول

الشاعر‏:‏

لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لَنَقْتُلَنْهُ، فَلا وأَبِيكِ، ما وَرَدَ السَّمَارَا

أَخافُ بَوائقاً تَسْري إِلَيْنَا، من الأَشيْاعِ، سِرّاً أَوْ جِهَارَا

قوله السَّمار‏:‏ موضع، والشعر لعمرو بن أَحمر الباهلي، يصف أَن قومه

توعدوه وقالوا‏:‏ إِن رأَيناه بالسَّمَار لنقتلنه، فأَقسم ابن أَحمر بأَنه لا

يَرِدُ السَّمَار لخوفه بَوَائقَ منهم، وهي الدواهي تأْتيهم سرّاً أَو

جهراً‏.‏

وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ أَعطيته سُمَيْرِيَّة من دراهم كأَنَّ الدُّخَانَ

يخرج منها، ولم يفسرها؛ قل ابن سيده‏:‏ أُراه عنى دراهم سُمْراً، وقوله‏:‏

كأَن الدخان يخرج منها يعني كُدْرَةَ لونها أَو طَراءَ بياضِها‏.‏

وابنُ سَمُرَة‏:‏ من شعرائهم، وهو عطية بن سَمُرَةَ الليثي‏.‏

والسَّامِرَةُ‏:‏ قبيلة من قبائل بني إِسرائيل قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم، إِليهم نسب السَّامِرِيُّ الدي عبد العجل الذي سُمِعَ له

خُوَارٌ؛ قال الزجاج‏:‏ وهم إِلى هذه الغاية بالشام يعرفون بالسامريين، وقال

بعض أَهل التفسير‏:‏ السامري عِلْجٌ من أَهل كِرْمان‏.‏ والسَّمُّورُ‏:‏ دابة‏.‏ معروفة تسوَّى من جلودها فِرَاءٌ غالية الأَثمان؛ وقد ذكره أَبو

زبيد الطائي فقال يذكر الأَسد‏:‏

حتى إِذا ما رَأَى الأَبْصارَ قد غَفَلَتْ، واجْتابَ من ظُلْمَةِ جُودِيٌّ سَمُّورِ

جُودِيَّ بالنبطية جوذيّا، أَراد جُبَّة سَمّور لسواد وبَرِه‏.‏ واجتابَ‏:‏

دخل فيه ولبسه‏.‏

سمدر‏:‏ السَّمَادِيرُ‏:‏ ضَعْف البصر، وقد اسْمَدَرَّ بَصَرُه، وقيل‏:‏ هو الشيءُ الذي يتَراءَى للإِنسان من ضعف بصره عند السكر من الشراب وغَشْي

النُّعاسِ والدُّوَارِ؛ قال الكميت‏:‏

ولما رأَيتُ المُقْرَبَاتِ مُذَالةً، وأَنْكَرْتُ إِلاَّ بالسَّمادِير آلَها

والميم زائدة، وقد اسْمَدَرَّ اسمِدْرَاراً‏.‏ وقال اللحياني‏:‏

اسْمَدَرَّتْ عَيْنُه دَمَعَتْ؛ قال ابن سيده‏:‏ وهذا غير معروف في اللغة‏.‏ وطريق

مُسْمَدِرٌّ‏:‏ طويلٌ مستقيم‏.‏ وطَرْف مُسْمَدِرٌّ‏:‏ متحير‏.‏ وسَمَيْدَر‏:‏ دابة، والله أَعلم‏.‏

سمسر‏:‏ السِّمْسارُ‏:‏ الذي يبيع البُرَّ للناس‏.‏ الليث‏:‏ السِّمْسَار فارسية

معرَّبة، والجمع السَّمَاسِرَةُ‏.‏ وفي الحديث؛ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سماهم التُّجَّار بعدما كانوا يعرفون بالسماسرة، والمصدر

السَّمْسَرَةُ، وهو أَن يتوكل الرجل من الحاضرة للبادية فيبيع لهم ما يَجْلبونه، وقيل في تفسير قوله‏:‏ ولا يبيع حاضِرٌ لِبادٍ، أَراد أَنه لا يكون له

سِمسَاراً، والاسم السَّمْسَرَةُ؛ وقال‏:‏

قد وكَّلَتْني طَلَّتي بالسَّمْسَرَهْ

وفي حديث قيس بن أَبي عُرْوَةَ‏:‏ كنا قوماً نسمى السَّمَاسِرَةَ بالمدينة

في عهد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسمانا النبي، صلى الله عليه

وسلم، التُّجَّارَ؛ هو جمعُ سِمْسارٍ، وقيل‏:‏ السِّمْسَارُ القَيِّمُ

بالأَمر الحافظ له؛ قال الأَعشى‏:‏

فَأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِيعُ الكَلامَ، سِوَى أَنْ أُراجِعَ سِمْسَارَها

وهو في البيع اسم للذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطاً لإِمضاء البيع‏.‏

قال‏:‏ والسَّمْسَرَةُ البيع والشراء‏.‏

سمهر‏:‏ السَّمْهَرِيُّ‏:‏ الرُّمْحُ الصَّلِيبُ العُودِ‏.‏ يقال‏:‏ وتَرٌ

سَمْهَرِيُّ شديد كالسَّمْهَرِيِّ من الرماح‏.‏ واسْمَهَرَّ الشَّوْكُ‏:‏ يَبِسَ

وصَلُبَ‏.‏ وشوك مُسْمَهِرٌّ‏:‏ يابس‏.‏ واسْمَهَرَّ الظلام‏:‏ تَنَكَّرَ‏.‏

والمُسْمَهِرُّ‏:‏ الذَّكَرُ العَرْدُ‏.‏ والمُسْمَهِرُّ أَيضاً‏:‏ المعتدل‏.‏ وعَرْدٌ

مُسْمِهرٌّ إِذا اتْمَهَلَّ؛ قال الشاعر‏:‏

إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ

أَي تَنَكَّرَ وتَكَرَّهَ‏.‏ واسْمَهَرَّ الحَبْلُ والأَمْرُ‏:‏ اشْتَدَّ‏.‏

والاسْمِهْرَارُ‏:‏ الصَّلابَةُ والشِّدَّةُ‏.‏ واسْمَهَرَّ الظلامُ‏:‏

اشْتَدَّ؛ واسْمَهَرَّ الرجلُ في القتال؛ قال رؤبة‏:‏

ذُو صَوْلَةٍ تُرْمَى به المَدَالِثُ، إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ

والسَّمْهَرِيَّةُ‏:‏ القَنَاةُ الصُّلْبَةُ، ويقال هي منسوبة إِلى

سَمْهَرٍ اسم رجل كان يُقَوِّمُ الرماحَ؛ يقال‏:‏ رمح سَمْهَرِيُّ، ورماح

سَمْهَرِيَّةٌ‏.‏ التهذيب‏:‏ الرماح السمهرية تنسب إِلى رجل اسمه سَمْهَرٌ كان يبيع

الرماح بالخَطِّ، قال‏:‏ وامرأَته رُدَيْنَةُ‏.‏ وسَمْهَرَ الزَّرعُ إِذا لم يَتَوالَدْ كأَنه كُلُّ حَبَّةٍ بِرَأْسِها‏.‏

سمهدر‏:‏ السْمَهْدَرُ‏:‏ الذَّكَرُ‏:‏ وغلامٌ سَمَهْدَرٌ‏:‏ سمين كثير اللحم‏.‏

الفراء‏:‏ غلام سَمَهْدَرٌ يمدحه بكثرة لحمه‏.‏ وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ‏:‏ بعيدٌ

مَضَلَّةٌ واسع؛ قال أَبو الزحف الكَلِينِي‏:‏

ودُونَ لَيْلى بَلَدٌ سَمَهْدَرُ

جَدْبُ المُنَدَّى عن هَوَانا أَزْوَرُ

يْنْضِي المَطَايا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ

المُنَدَّى‏:‏ حيث يُرْبَعُ ساعةً من النهار‏.‏ والأَزْوَرُ‏:‏ الطريق

المُعْوَجُّ‏.‏ وبَلَدٌ سَمَهْدَرٌ‏:‏ بعيد الأَطراف، وقيل‏:‏ يَسْمَدِرُّ فيه البصر

من استوائه؛ وقال الزَّفَيان‏:‏

سَمَهْدَرٌ يَكْسُوهُ آلٌ أَبْهَقُ، عليه منه مِئْزَرٌ وبُخْنُقُ‏.‏